164

Al-Tāj al-mukallal min jawāhir maʾāthir al-ṭirāz al-ākhir waʾl-awwal

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

قطر

Genres

بغداد والموصل وبلاد الروم، وله قدم في الرياضة والمجاهدة، وكلامٌ على لسان أهل التصوف، والغالب عليه طريق أهل الحقيقة، وله أصحاب وأَتباع، ومن مؤلفاته مجموع ضمنها منامات رأى فيها النبي ﷺ، وما سمع منه، ومنامات قد حدَّث بها عمن رآه ﷺ.
حكى سبطُ ابن الجوزي عنه: أنه كان يقول: إنه يحفظ الاسم الأعظم، ويعرف الكيمياء والسيمياء بطريق التنزل، لا بطريق التكسُّب.
قال ابن النجار في حقه: وكان قد صحب الصوفيةَ وأربابَ القلوب، وسلك طريق الفقراء، وحج وجاور، وكتب في علم القوم، وفي أخبار مشايخ المغرب وزهادها، وله أشعار حسنة، وكلام مليح، اجتمعتُ به في دمشق في رحلتي إليها، وكتبت عنه شيئًا من شعره، ونعمَ الشيخُ هو، وأنشدني لنفسه:
أَيا حائِرًا ما بينَ علم وشهوةٍ ... لِيَتَّصِلا، ما بينَ ضِدَّين من وَصْلِ
ومَنْ لم يكنْ يستنشقُ الريحَ لم يَكُنْ ... يرى الفَضلَ للمسكِ الفَتيق على الزبلِ
انتهى.
ومن شعره:
بينَ التَّذَلُّل والتَّدَلُّلِ نُقْطَةٌ ... فيها يتيهُ العالِمُ النَّحْريرُ
هي نقطةُ الأكوانِ، إن جاوَزْتَها ... كنتَ الحكيمَ، وعلمُك الإكسيرُ
وله ﵀:
يا دُرَّةً بيضاءَ لاهُوتِيَّةً ... قد رُكِّبَتْ صَدَفًا من الناسوتِ
جَهِلَ الخليقةُ قدرَها لِشَقائِهم ... وتَنَافَسوا في الدُّرَّ والياقوتِ
قال في "آثار الأدهار": أفرد له ابن خاتمة في كتابه "مزية المزية" ترجمةً، وأثنى عليه، وذكر من مؤلفاته كتبًا كثيرة سمّاها بأسمائها، منها: كتاب "جامع الأحكام في معرفة الحلال والحرام"، وهو على أبواب كلها في الأحاديث المسندة، وكتاب "الفتوحات" وهو من أعظم كتبه، وآخرُها تأليفًا، وكتاب "فصوص الحكم"، وقد اختلف الناس في هذا الكتاب - ردًا وقبولًا -، فبعضهم

1 / 165