المال. فقال: كم تأخذ؟ فقلت: مائة بدرة. فقال: دعني أؤامره.
قلت: فآخذ تسعين. قال: حتى أؤامره.
قلت: فثمانين. قال: لا.
فأبى إلا أن يؤامره، فعرفت غرضه، فقلت له: آخذ سبعين لي، ولك ثلاثون. قال: شأنك.
قال: فانصرف بسبعمائة ألف، وانصرف ملك الموت عن الدار. قال: وكان الرشيد في أخلاق أبي جعفر المنصور، يمتثلها كلها إلا في العطايا والصلات والخلع. فإنه كان يقفو فعل أبي العباس والمهدي. ومن خبرك أنه رآه قط وهو يشرب إلا الماء، فكذبه. وكان لا يحضر شربه إلا خاص جواريه، وربما طرب للغناء، فتحرك حركةً بين الحركتين في القلة والكثرة. وهو، من بين خلفاء بني العباس، من جعل للمغنين مراتب وطبقات، على نحو
1 / 35