kitab al-tag fi ihlaq al-muluk

al-gahiz d. 255 AH
156

kitab al-tag fi ihlaq al-muluk

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Investigator

أحمد زكي باشا

Publisher

المطبعة الأميرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Publisher Location

القاهرة

لتدفعه عنه، فجعل لا يدنو منه أحد إلا رمحه فأرداه، وهو في خلال ذلك يقصد إلى الملك، فقام إليه يزدجرد، وقال للأساورة: دعوه، فإنه إلي يقصد. فدنا منه حتى أخذ بمعرفته، فذل له الفرس، وتطامن حتى ركبه. فلما جال في متنه، خطا به خطىً، ثم رده إلى قرار مجلسه، فنزل عنه، وجعل يمسحه بيده، مقبلًا ومدبرًا. حتى إذا وجد الفرس منه ممكنًا وغفلةً، رمحه فأصاب حبة قلبه، فقتله. فقالت الفرس: هذا ملك من الملائكة، جعله الله في صورة فرس، فبعثه لقتل يزدجرد، لما ظلم الرعية، وعاث في الأرض. وكان بهرام جور بن يزدجرد في حجر النعمان بن المنذر، ملك الحيرة، وضعه أبوه عنده ليتأدب بآداب العرب، ويعرف أيامها وأخبارها ولغاتها فبلغه خبر أبيه، وأن الفرس ملكت عليها رجلًا ليس من أبناء ملوكها. فاستنهض النعمان بن المنذر واستنجده، وقال: إن لي عليك حقًا، إذ كنت أحد أولادك. وإن أبي قد مات، وملكت

1 / 164