تبعهما صوتهما متلاشيا نزولا على الدرج.
رن جيمي هيرف الجرس مرة أخرى.
أتى صوت أنثوي ذو لثغة عبر فتحة في الباب: «من بالباب؟» «أريد أن أرى الآنسة برين من فضلك.»
لمح كيمونو أزرق يصل إلى ذقن وجه منتفخ. «أوه، لا أعلم ما إذا كانت قد وصلت بعد.» «قالت إنها ستأتي.»
قالت ضاحكة من وراء الباب: «حسنا، هلا انتظرت قليلا حتى يمكنني الابتعاد. ثم يمكنك الدخول. عذرا ولكن السيدة ساندرلاند كانت تظنك محصل الإيجار. إنهم يأتون أحيانا يوم الأحد لا لشيء إلا لتضليلنا.» انفرجت الفتحة في الباب بابتسامة خجلة منها. «هل أدخل الحليب؟» «أوه، أجل واجلس في الردهة وسأستدعي روث.» كانت الردهة شديدة العتمة، وتفوح منها رائحة النوم ومعجون الأسنان وكريم التدليك، وكان هناك غطاء في أحد الأركان لا يزال يحمل آثار الجسم الذي كان يغطيه فوق ملاءته المجعدة. قبعات قشية، وأغطية سهرة حريرية، ومعطفان رجاليان معلقان في تشابك وتزاحم على قرون شماعة القبعات. أزال جيمي قميصا داخليا نسائيا من فوق كرسي هزاز وجلس. تسربت أصوات نساء، وحفيف ارتداء ملابس خافت، وضوضاء صحف يوم الأحد عبر الجدران الداخلية لمختلف الغرف.
انفتح باب الحمام؛ فشق دفق من ضوء النار المنعكس من مرآة الردهة المعتمة نصفين، وخرج منها رأس ذو شعر كسلك من النحاس وعينين زرقاوين داكنتين في وجه بيضوي أبيض مشقق. ثم تحول الشعر إلى اللون البني في الردهة فوق ظهر نحيل ترتدي صاحبته قميصا داخليا نسائيا بلون اليوسفي، ويظهر عقباها الورديان المسترخيان من شبشب حمامها مع كل خطوة تخطوها.
كانت روث تنادي عليه من وراء بابها: «مرحى يا جيمي ... ولكن يجب ألا تنظر إلي أو إلى غرفتي.» برز رأس عليه لفائف لتجعيد الشعر كرأس سلحفاء يخرج من صدفتها. «مرحبا يا روث.» «يمكنك الدخول إذا وعدتني بألا تسترق النظر ... فأنا غير مهندمة وغرفتي في حالة فوضى ... لا ينقصني سوى أن أصفف شعري. وبعد ذلك سأكون جاهزة.» كانت الغرفة الرمادية الصغيرة مكدسة بالملابس وصور ممثلي المسرح. جلس جيمي وظهره إلى الباب، حيث نغز أذنه شيء حريري تدلى من الشماعة. «حسنا، كيف حال الصحفي الشاب؟» «أغطي هيلز كيتشن، إنه حي ضخم. هل حصلت على وظيفة بعد يا روث؟» «هممم ... ربما يتبلور الكثير من الأمور خلال الأسبوع. ولكن شيئا لن يحدث. أوه يا جيمي، أنا على وشك أن أصاب باليأس.» هزت شعرها لتتخلص من مجعدات الشعر، ومشطت التموجات البنية الخافتة الجديدة. كان لها وجه جافل وباهت، وفم كبير، وجفنان سفليان أزرقان. «علمت هذا الصباح أنه علي أن أستيقظ وأرتب حالي، ولكني لم أستطع. من المحبط للغاية أن تستيقظ دون أن يكون لديك عمل ... أحيانا أظن أنني سآوي إلى الفراش ولن أفعل شيئا سوى أن أظل مستلقية حتى نهاية العالم.» «مسكينة أيتها العجوز روث.»
رمته بإسفنجة بودرة التجميل التي غطت ربطة عنقه وتلابيب بذلته الصوفية الزرقاء بالبودرة. «لا تنعتني بالمسكينة العجوز أيها الجرذ الضئيل.» «يا له من شيء لطيف تفعلينه بعد كل ما عانيته كي أبدو محترما ... اللعنة عليك يا روث ! ولم تزل رائحة مزيل البقع عني بعد.»
ألقت روث برأسها للخلف بضحكة صارخة. «أوه، أنت فكاهي للغاية يا جيمي. جرب استخدام مكنسة الثياب.»
بوجه متورد أخفض ذقنه نافخا المسحوق عن ربطة عنقه. «من تلك الفتاة ذات الهيئة المضحكة التي فتحت لي باب الردهة؟»
Unknown page