V
في المبنى. على السقف، بإمكانها أن ترى التوهج المتغير للافتات الكهربائية على طول برودواي، بيضاء، وحمراء، وخضراء، ثم مزيجا كفقاعة تنفجر، ومرة أخرى بيضاء، وحمراء، وخضراء. «أوه يا ديك، أتمنى أن تصلح تلك الستارة، تلك الأضواء تصيبني بالتوتر.» «لا بأس من الأضواء يا آنا؛ فكأننا في المسرح ... إنه الطريق الأبيض المرح، كما اعتادوا القول.» «هذه الأشياء جيدة بالنسبة لكم أيها الرجال خارج البلدة، ولكنها توترني.» «إذن تعملين مع مدام سوبرين الآن، أليس كذلك يا آنا؟» «تقصد أنني خائنة للإضراب ... أعرف قصدك. لقد طردتني المرأة العجوز وكان علي إما أن أجد عملا وإما أن أموت ...» «فتاة لطيفة مثلك يا آنا يمكنها دائما أن تجد حبيبا.» «وربي إنكم أيها المشترون مجموعة قذرة ... تظن لأنني أواعدك أنني سأواعد أي شخص ... حسنا، لن أفعل ذلك، هل تفهم؟» «لم أقصد ذلك يا آنا ... يا إلهي، أنت سريعة الغضب الليلة.» «أظن ذلك لأنني متوترة ... هذا الإضراب، وطرد المرأة العجوز لي، والعمل لدى مدام سوبرين ... هذا كفيل بأن يجن جنون أي أحد. فليذهبوا جميعا إلى الجحيم، هذا كل ما يهمني. لماذا لا يريدون أن يتركوا المرء وشأنه؟ لم أفعل شيئا لإيذاء أي أحد قط في حياتي. كل ما أريده هو أن يتركوني وحدي وأن يدعوني أحصل على راتبي وأن أقضي وقتا ممتعا بين الحين والآخر ... يا إلهي يا ديك إنه أمر فظيع ... لا أجرؤ على الخروج إلى الشارع خوفا من أن ألقى بعض فتيات الحي القديم الذي كنت أقطنه.» «بحق الجحيم يا آنا، الأمور ليست بهذا السوء، صدقا كنت سآخذك إلى الغرب معي لولا زوجتي.»
استمر صوت آنا في تشنج هادئ: «والآن لأنني قد بدأت أعجب بك وأريد أن أقضي معك وقتا ممتعا تدعوني عاهرة لعينة.» «لم أقل شيئا من هذا القبيل. لم أفكر حتى في ذلك. كل ما ظننته هو أنك مقدامة ولست كالدمية المزعجة كمعظم الفتيات ... اسمعي، إن كان ذلك سيجعلك تشعرين بتحسن فسأحاول إصلاح هذه الستارة.»
تجلس مستلقية على جانبها تشاهد جسده الثقيل وهو يتحرك أمام الضوء الأبيض بلون الحليب القادم من النافذة. وعاد إليها في النهاية بأسنان مقعقعة. «لا يمكنني إصلاح هذا الشيء الملعون ... يا إلهي الجو بارد.» «لا تهتم يا ديك، تعال إلى الفراش ... لا بد أن الوقت قد تأخر. يجب أن أكون هناك في الثامنة.»
يسحب ساعته من تحت الوسادة. «إنها الثانية والنصف ... أهلا أيتها القطة صغيرة.»
على السقف، بمقدورها أن ترى انعكاسا للتوهج المتغير للافتات الكهربائية، بيضاء، وحمراء، وخضراء، ثم مزيجا كفقاعة تنفجر، ومرة أخرى بيضاء، وحمراء، وخضراء. •••
قالت للخادمة الملونة عندما أحضرت القهوة: «ولم يدعني حتى لحضور حفل الزفاف ... صدقا يا فلورنس كان من الممكن أن أسامحه لو كان دعاني إلى حفل الزفاف.» كان صباح يوم الأحد. كانت جالسة في السرير والصحف منتشرة على حجرها. وكانت تنظر إلى صورة في قسم التصوير الفوتوغرافي مكتوب عليها السيد والسيدة جاك كونينجام يذهبان في جولتهما الأولى لشهر العسل في طائرته البرمائية الرائعة طراز الباتروس 7. «يبدو وسيما أليس كذلك؟» «هو كذلك بالفعل يا سيدتي ... ولكن ألم يكن هناك أي شيء يمكنك فعله لإيقافهما يا سيدتي؟» «لا شيء ... تعلمين أنه قال إنه سيودعني مصحة عقلية إن حاولت ... إنه يعلم جيدا أن الطلاق في يوكاتان ليس قانونيا.»
تنهدت فلورنس. «هكذا هم الرجال يؤذوننا نحن الفتيات المساكين.» «أوه لن يستمر هذا طويلا. يمكنك أن تري من وجهها أنها فتاة صغيرة أنانية بغيضة ومدللة ... وأنا زوجته الحقيقية أمام الرب والناس. الرب يعلم أنني حاولت تحذيرها. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان ... هذا في الكتاب المقدس أليس كذلك؟ ... هذه القهوة بشعة للغاية هذا الصباح يا فلورنس. لا أستطيع شربها. اخرجي على الفور وأعدي لي واحدة جديدة.»
خرجت فلورنس بالصينية من الباب عابسة محدبة كتفيها.
أطلقت السيدة كونينجام تنهيدة عميقة واستقرت بين الوسائد. كانت أجراس الكنيسة تدق في الخارج. قالت للصورة: «أوه يا جاك يا حبيبي حبي لك كما هو.» ثم قبلت الصورة. «استمع يا عزيزي، بدت أجراس الكنيسة هكذا في اليوم الذي هربنا فيه من حفل المدرسة الثانوية الراقص وتزوجنا في مدينة ميلواكي ... لقد كان صباح يوم أحد جميل.» ثم حدقت في وجه السيدة كونينجام الثانية. قالت وهي تغرز أصبعها فيها: «أوه أنت.» •••
Unknown page