ويكفينا في الاستناد إليها، شهادة هذا السيد العظيم بوجودها وان لم نرها ولم نجدها فيما بعده من السنين بل تكون كنسخ صحيحة لما سوف يوجد منها بعد قرون ينبغي المقابلة عليها للتصحيح.
يقول (رحمه الله) في خاتمة «اليقين»: «وجميع الكتب التي روينا منها هذه الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على اولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور».
ومما ينبغي لفت النظر إليه قوله (رحمه الله) بعد ذلك: «ولم نعتبرها جميعها (أي جميع كتب الخزانة) على التفصيل، وانما نظرنا ما وقع في خاطرنا انه يتضمن ذكر تسمية مولانا علي (عليه السلام) بهذه الأسماء بحسب ما هدانا إليه وجود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل. فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة باسنادها الذي لا يبلغ الاجتهاد إلى اقصاه، فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب».
أقول: كان ينبغي- كما كان يرجوه- أن يؤلف مستدركا لما فات عنه (رحمه الله)، ولو كان وفق لذلك لكان مجلدا ضخما أكبر من هذه الكتب الثلاثة. نرجو من الله التوفيق لذلك إنشاء الله.
ح- تبويب الكتاب
والسيد يخبرنا عن عدم تبويبه للكتاب حسب الموضوعات ويقول في آخر الخطبة:
«وإذا فكر الناظر في تسليم كل من سلم عليه بإمرة المؤمنين ممن ذكرناهم عرف أن الجميع عن رب العالمين. ولما كان الأمر على ذلك عند أهل اليقين ما رتبنا التسمية منهم بأمير المؤمنين على ترتيب رواياتهم ومقاماتهم، بل أردنا أن يكون ما رواه كل عالم ومصنف في ترجمته ومذكورا في روايته».
Page 16