كَانَ الصاحب بن عباد يجن على شعر البحتري، ويغلو فِي تقريظه والإعجاب بِهِ. وَكَانَ ينسف من قصائده، وَينظر فِيهَا، وَلَا يسْتَغْرق إِلَّا الَّتِي أَولهَا: أبكاء فِي الدَّار بعد الدَّار ... وسلوًّا بِزَيْنَب عَن نوار وَالْقَصِيدَة فِي استهداء غُلَام رومي وَوَصفه. وَإِلَّا الَّتِي أَولهَا: هَا هُوَ الشيب لائمًا فأفيقي ... واتركيه إِن كَانَ غير مُفِيق (وعهدي بِهِ ينشدها ويردد أبياتها هَذِه، ويهز رَأسه لَهَا): عذلتنا فِي عَشِقَهَا أم عَمْرو ... هَل سَمِعْتُمْ بالعاذل المعشوق وَرَأَتْ لمة ألمّ بهَا الشي ... ب فريعت من ظلمَة فِي شروق ولعمري لَوْلَا الأقاحي لَأبْصر ... ت أنيق الرياض غير أنيق وَسَوَاد الْعُيُون لَو لم يملّح ... ببياض، مَا كَانَ بالموموق أَي ليل يبهى بِغَيْر نُجُوم ... وسحاب يندى بِغَيْر بروق قَالَ: وَكَانَ مِمَّا يستحسن قَول ابْن الرُّومِي: قد يشيب الْفَتى، وَغير عَجِيب ... أَن ترى النُّور فِي الْقَضِيب الرطيب
تَحْسِين الْمَرَض
حدث الصولي: أَن أَبَا ذكْوَان قَالَ: سَمِعت إِبْرَاهِيم بن
1 / 41