وأمه: أم أخيه المرتضى رضي الله عنهما، وكان متقدما في الفقه ناشئا على الزهد بطلا شجاعا، وله في الفقه الكتاب المعروف ب (المفرد)، و(جواب مسائل موسى بن هارون العوقي)، و(جواب مسائل الطبريين)، وغير ذلك، وكان عند وفات أبيه الهادي إلى الحق عليه السلام غائبا في الحجاز، فورد عليه السلام وقد عزم أخوه على تسليم الأمر منه للعذر الذي ذكرناه.
تسلم الأمر من أخيه المرتضى رضي الله عنهما في صفر سنة إحدى وثلثمائة، وقام بالدعوة وبايعه الناس، فكان أول من بايعه (خولان)، فساس الأمور أحسن سياسة، وجرى على طريقة أبيه في بث العدل والنصفة، وأجرى الأمور على سنن الاستقامة، وقصر همه على الإيقاع بالقرامطة التي كانت مستولية على نواحي اليمن، فحارب جماعتهم وبدد شملهم ، فكانت آخر وقائعه معهم الوقعة المشهورة التي استأصلهم فيها، فستأمن إليه جماعة منهم وتابوا وانهزم الباقون إلى ناحية الغرب.
وتوفي رضي الله عنه سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكانت مدة ظهوره نحو ثلاث عشرة سنة، ودفن بصعدة حرسها الله إلى جنب أبيه وأخيه، وولاة الأمر بصعدة حرسها الله إلى يومنا هذا هم أولاده.
Page 34