بِنَفسِهِ وَإِلَّا يرد النّظر قاضيه بِمحضر مِنْهُ إِن كَانَ متوسطين أَو على بعد مِنْهُ إِن كَانَ خاملين
حكى أَن الْمَأْمُون (٦٦ ب) كَانَ يجلس للمظالم يَوْم الْحَد فَنَهَضَ ذَات يَوْم من مجْلِس نظره وَالشَّمْس قد زَالَت فَتَلَقَّتْهُ امْرَأَة فِي ثِيَاب رثَّة وَقَالَت
(يَا خير منتصف يهدي لَهُ الرشد ... وَيَا إِمَامًا بِهِ قد أشرق الْبَلَد)
(تَشْكُو إِلَيْهِ حِينَئِذٍ الْملك أرملة ... عدا عَلَيْهَا فَمَا تقوى بِهِ أَسد)
(فابتز مِنْهَا ضيَاعًا بعد منعتها ... لما تفرق عَنْهَا الْأَهْل وَالْولد)
فَأَطْرَقَ الْمَأْمُون مُنْكرا فِي مقالتها ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ مجيبا لَهَا
(من دون مَا قلت يمِيل الصَّبْر وَالْجَلد ... وأقرح الْقلب هَذَا الْحزن والكمد)
(هَذَا أَو أَن صَلَاة الظّهْر فانصرفي ... واحضري الْخصم فِي الْيَوْم الَّذِي أعد)
(الْمجْلس السبت أَن يقْضِي الْجُلُوس لنا ... أنصفكي مِنْهُ أَو فالمجلس الْأَحَد)
فَانْصَرَفت وَحَضَرت يَوْم الْأَحَد أول النَّاس فوقفت فِي مجْلِس المتظلمين فَقَالَ لَهَا الْمَأْمُون من خصمك فَقَالَت (٦٨ أ) الْقَائِم على رَأسك الْعَبَّاس بن أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ الْمَأْمُون لقاضيه يحيى بن أكتم أَجْلِسهَا مَعَه وَانْظُر بَينهمَا فأجلست مَعَه والمأمون ينظر إِلَيْهَا فَجعل كَلَامهَا يَعْلُو فزجرها بعض
1 / 47