Tahrir Afkar
تحرير الأفكار
Genres
الجواب: هذه العبارة في التعميم لكتب السنة كعبارته الأولى في تعميم الصحابة في قوله: « يقدحون في الصحابة » والجواب هنا كالجواب هناك، لأن قول السيد الصيلمي: « إن الذي روى التأمين يروي عن الفسقة والظلمة » ليس قدحا في الكتب، ولا أمرا بترك جميع ما فيها، إنما هو احتجاج لكون راوي حديث التأمين لا يقلد في تصحيحه، وأن تصحيحه له لا يدل على صحته على أصولنا. وذلك الكلام من السيد علي بن هادي الصيلمي لا يدل على أنه يدعوك إلى ترك كتب السنة. وأين ترك كتب السنة من ترك تقليد البخاري في تصحيحه لحديث التأمين من حيث أنه رواه في صحيحه ؟ ألا يمكن قراءة كتب السنة إلا بتقليد أهلها، بمعنى أن يقلد كل واحد من أهل الكتب في تصحيح ما صحح ؟ ألا يمكن البحث والنظر وتحرير الفكر من ربق التقليد والعمل بالصحيح وترك ما لم يثبت عند الباحث، وإن ادعى غيره ثبوته ؟ ألا يمكن معرفة الرجال بمعرفة أحاديثهم وعرضها على الكتاب والسنة المجمع عليها، والمعلوم من السنة بالتواتر أو بالشهرة والقرائن التي تنضم إلى الشهرة حتى يحصل العلم اليقين ؟ ألا يمكن معرفة الرجال بمعرفة أحاديثهم وعرضها على حديث الآخرين، حتى تكثر الشواهد في غير مسائل السياسة ومسائل التعصب، التي كثرتها السياسة أو التعصب المذهبي ؟ فإذا كثرت الشواهد واطمأن القلب إلى أن سبب كثرتها ليس إلا صحة الحديث عمل به فيما لا يخالف المعلوم، بعد البحث في النسخ إن كان نسخ ونحو ذلك.
* * *
Page 65