والجواب: إن هذه دعوى منه ومن إمامه ابن تيمية خصم الشيعة، ولا يقبل منه ذم خصومه، مع أنه قد مدح الزيدية بالنسبة إلى بقية الشيعة، وهو خصم الجميع حيث قال في منهاجه ( ص 67 ): « فالزيدية خير من الرافضة، أعلم وأصدق وأشجع... ». وقد بسطت في هذا البحث في أول كتابي « الإجادة » أحد الأجوبة على الباز.
ثم قال مقبل في ( ص 13 ): « وأقبض الفتوى بيدي، فإن الشيعة تستعمل التقية، فبعد أيام إن شاء الله تقوى شوكة أهل السنة، ويقول هؤلاء المفتون ما قلنا، فإنهم يتلونون، فقد قرأت في بعض كتبهم أنهم إذا صلوا مع من يؤمن وخافوا على أنفسهم يقولون: ( آمين ) بتشديد الميم ».
والجواب: إن هذا الكلام يفهم منه أنها ستنقلب الحال في البلاد، حتى يخاف علماؤها ويضطرون إلى جحد تلك الفتوى. وهذا شبه إقرار من مقبل بأنه يؤمل في ثورة وهابية تجتاح اليمن أولا، ويسود فيها المذهب الوهابي على أصله، حتى لا يسمح لأهل بلد بحرية المذهب.
وإنما يؤمل أن يكون هذا إذا قامت ثورة على غرار ثورة الحرم، تعيب على السعودية بعض التساهل فضلا عن غيرها، وعند استحكام الثورة التي يحلم بها مقبل كما يشعر به كلامه يتم مرامه الذي أشار إليه بزعمه.
سلسلة الكذب على الزيدية (التلون)
وأما قوله: « فإنهم يتلونون » فهي كذبة عليهم كما سبق من كذباته بل هم يثبتون على دينهم ثبات جد وعقيدة، وليسوا من أهل التلون مع الأهواء والأغراض، إنما هذا شأن أهل السياسة الدنيوية، وعبيد الدنيا المتقربين إلى أهلها.
ثم قول مقبل محتجا لما سبق في ( ص 13 ): « فقد قرأت في بعض كتبهم أنهم إذا صلوا مع من يؤمن وخافوا على أنفسهم يقولون: آمين بتشديد الميم ».
Page 45