والجواب: هذا تعريض بأن أهل الفتوى الذين رماهم بالجهل والحقد على السنة وكتب السنة مبتدعة، وهي دعوى عليهم بل كذبة متعمدة، لأنه يعلم أن لهم حججا من الكتاب والسنة يعتمدونها ويعتقدون صحة الاحتجاج بها، ومن كان كذلك لا يسمى في العرف مبتدعا، سواء كان مصيبا في نظر غيره أم مخطئا، لأن الله تعالى يقول: ] وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به [(1)[35]). فهو على فرض أنه أخطأ في اجتهاده لا يستحق الذم والتهمة بالبدعة، وإلا كان له أن يقول في خصمه: إنه مبتدع، لأنه عنده مخالف للسنة، وهذا واضح وعليه عمل العلماء. فقول مقبل في خصومه ذلك القول انقياد للهوى وعصبية للمذهب، وكذب واضح وخرق فاضح.
وقوله: والصراع قديم بين أهل السنة والشيعة... الخ.
لا إشكال أن الصراع قديم بين أهل البيت والنواصب من بني أمية ومن تبعهم، والخوارج ومن سلك طريقهم. ولكثرتهم وكون الدنيا كانت مع بني أمية، وأكثر الناس عبيد الدنيا وخدم السياسة، كان الأكثر ضد أهل البيت وشيعتهم، كما لا يخفى على من عرف التاريخ. ولذلك قال بعض أهل البيت:
لقد مال الأنام معا علينا***كأن خروجنا من خلف ردم
ثم قال مقبل: « وبحمد الله لم يزل الشيعة مقهورين ».
فالجواب: إن هذا رضي بما فعل الظالمون من بني أمية وغيرهم، فهو مشارك لهم في ظلم الشيعة ] وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون [(2)[36]).
ثم قال في ( ص 13 ): « لأنهم أي الشيعة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أجهل الناس... » الخ.
Page 44