فالجواب: هذه دعوى، وكل أهل المذاهب يدعون أنهم أهل الحق، وأن تعصبهم لمذهبهم صلابة في الدين، فالتعليل الذي ذكره مقبل يريد أنهم الطائفة التي لا تزال على أمر الله فيما روى تعليل بمجرد الدعوى، فكأنه يقول: لا يزالون على أمر الله لأنهم أهل أمر الله، ولا يزالون على الحق لأنهم أهل الحق، لأن أمر الله هو الحق، والحق في الأمة هو أمر الله.
هذا، وإن أراد بأهل الحديث علماء السنة كلهم، فيشكل عليه قوله: « ليس لهم مذهب يتعصبون له » فخرج من كان زيديا أو إماميا أو شيعيا مطلقا أو ناصبيا أو خارجيا أو عثمانيا أو وهابيا أو شبه ذلك من أهل أسماء المذاهب المشهورة، حتى المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي، فمن هم أهل الحديث يا مقبل ؟
فإن قال: المراد أهل الحديث من أي فرقة كانوا، لأنهم في تعصبهم لمذاهبهم لا يريدون التعصب إلا للحق لا لكونه مذهبا لهم..
قلنا: من أين علمت إرادتهم وما في ضمائرهم على كثرتهم واختلاف مذاهبهم ؟ ولم لم تقل في علماء تفسير القرآن هكذا إنهم الفرقة الناجية ؟
ثم قال مقبل في ( ص 9 ): فالرجل الصالح المتبع للحق من الفرقة الناجية وإن لم يكن محدثا، إلا أن أهل الحديث يدخلون دخولا أوليا. انتهى.
وهو إقرار لغيرهم ودعوى لهم، وليس الميزان بيد مقبل حتى يعرف الراجح من الأمة من المرجوح.
افتراء مقبل على أهل صعدة
ثم قال في ( ص 10 ): « وقد ظن بعض أهل صعدة أنهم ومن اتبعهم هم الفرقة الناجية، وهؤلاء قد تحجروا واسعا ».
Page 40