قال مقبل: « من أين يؤخذ الدين ؟ يؤخذ الدين من كتاب الله، ومن سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)». ثم استدل على ذلك بالآيات الكريمة، وهذا حق. ومن جملة ما استدل به قول الله تعالى: ] فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [(1)[16]).
فنقول: قد تنازعنا في اعتماد تصحيح البخاري ومسلم، واعتماد جرح الذهبي وابن الجوزي لمن جرحا من الرواة، وقد قررنا فيما مضى أن اعتماد أقوالهم بدون حجة تقليد لهم. وأنت قد كنت سردت الآيات القرآنية في التحذير من التقليد، فما لك لا ترضى بالرد إلى الله في هذه المسألة التي تنازعنا فيها ؟ فتترك التقليد في التصحيح والتضعيف والجرح والتعديل، والله تعالى يقول: ] اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون [(2)[17]) فأي عذر لك في رد أحاديث فضائل أهل البيت تقليدا لابن الجوزي وأضرابه ؟ كما يأتي إن شاء الله تعالى. وأي عذر لك في الحكم لابن الجوزي وأضرابه بأنهم أهل الحق، فما صححوه فهو صحيح، وما ضعفوه فهو ضعيف، ومن وثقوه فهو ثقة، ومن جرحوه فهو مجروح، حكما بغير دليل من كتاب الله ولا سنة رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم).
فإن قلت: إنه لا بد من تقليدهم وإلا لزم ترك السنة.
Page 30