التحذير من اتباع الهوى وعلى من ينطبق
قال مقبل ( ص 5 ): « تحذير المستفتي من رد الحق إذا خالف هواه ». ثم ذكر قصة أهل الكتاب ومخالفتهم لما في التوراة من حد الزنى ونزول: ] يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر [(1)[11]) إلى قوله تعالى: ] يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا [(2)[12]) وذكر الآيات الثلاث في من لم يحكم بما أنزل الله، ثم قال: « فالأخذ بما يوافق الهوى من الفتوى صفة من صفات المنافقين ». ثم ذكر الآيات: ] ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم [(3)[13]) إلى آخر الآيات الخمس. ثم ذكر قول الله تعالى: ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم [(4)[14]) الآية. وقوله تعالى: ] وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [(5)[15]) وفيها غلط في التلاوة بحذف الواو من أولها وقوله في آخرها: « ضلالا بعيدا » مكان ] ضلالا مبينا [.
ونقول لمقبل: ما أحسن إيراد هذه الآيات والحث على العمل بها، لو لا أنه كلمة حق يراد بها باطل، وهو التعريض بأهل الحق، لكن قد علم الله من هو الذي يقبل الحق ولو خالف هواه، ومن الذي يخالف الحق إذا خالف هواه، فأنت تقبل شيئا تدعي أنه حق وهو عندنا باطل، وترد شيئا تدعي أنه باطل وهو عندنا حق، والدعاوي وحدها لا تفيد شيئا، فالحكم لله العلي الكبير.
Page 29