Tahrir Afkar
تحرير الأفكار
Genres
الجواب: إن الروايات التي بغير لفظ رواية: لا يذكرون ]بسم الله الرحمن الرحيم [ أقوى وأقرب للرواية المشهورة الأصلية التي هي رواية الاستفتاح ب ] الحمد لله رب العالمين [ وكونه ليس اضطرابا لا يفيد لأنه أشد من الاضطراب بالنسبة إلى اللفظ الغريب.
قال مقبل: بل أصح الطرق ما أخرجه البخاري: كانوا يستفتحون القرآن ( كذا ) ب ] الحمد لله رب العالمين [. قال هذا البيهقي وغيره.
والجواب: إذا كانت أصح الروايات سندا وأشهرها فلم لا تجعل هي الأصل وترد بقية الروايات إليها ؟
قال مقبل: ويشترط أيضا في الاضطراب أن لا يمكن الجمع وهنا يمكن الجمع هو أنه من نفى فالمراد به السماع أي أنه لم يسمع ونفي السماع لا ينفي السر بها.
والجواب: إنه لا ينفي السر ولا الجهر إلا إذا أثبت أنه لو جهر لسمع، ولم يثبت في عدم سماع أنس من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). قلنا: ونفي السماع يحمل على أن الراوي ظن قوله: كانوا يستفتحون ب ] الحمد لله رب العالمين [ عبارة عن عدم البسملة ثم تأوله على عدم السماع للبسملة بناء على أنه العمدة في نفيها فعبر بنفي السماع، والأصل الاستفتاح ب ] الحمد لله رب العالمين [ إلا أنه غلط في فهمه، وبعض الرواة لا يبعد أنه تعمد التغيير تعصبا في بعض الألفاظ.
قال مقبل: والجمع أولى مهما أمكن من إهدار بعض الروايات.
والجواب: قد أمكن الجمع بما ذكرنا، مع أن هذه القاعدة تكون إذا صحت الروايات كلها، والظاهر أن ما خالف الرواية المشهورة هنا يعتبر غلطا من الراوي وأنه معل بذلك لشذوذه أو نكارته ، وأما الجمع بين الروايات فهي في الأحاديث المتعددة إذا تعارضت مع صحتها، فأما الحديث الواحد فإنه يعتبر من ألفاظه اللفظ المحفوظ بدون تأويل من أجل روايته المخالفة. بل تأول الرواية المخالفة الضعيفة وترد هي إلى الرواية المحفوظة.
Page 284