Tahrir Afkar
تحرير الأفكار
Genres
والجواب: إن عبارة الصيلمي نصها على أن الذي تولى الصلاة بالمسلمين بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) هو أبو بكر. هكذا حكاها مقبل في ( ص 52 ) فكيف يجعل هذا دليلا على أنه أحق ؟ وكأنه سبق إلى ذهنه ما رووه أن أبا بكر صلى بالناس في مرض رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)التي يحتجون بها على أنه أحق، فأما الصلاة بعد موته(صلى الله عليه وآله وسلم)فلا نفهم مراده في الاحتجاج بها، ولا يناسبه قوله بعد هذا « وقد قال الصحابة رضوان الله عليهم: إن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا ». انتهى.
فالكلام غير متناسب، وإذا كان يحق له ما هجن به على علي هادي الصيلمي فقال فيما مر: « إنه نسي أن « إن » تنصب الاسم. ثم قال: ولعل إعراضه عن كتب السنة هو السبب في حرمانه بركة العلم قال الله سبحانه: ] إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا [(1)[141]) وقال تعالى: ] فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم [(2)[142]) » كان للسيد علي هنا أن يقول في مقبل كما قال مقبل فيه، والله تعالى يقول: ] ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون [(3)[143]).
فأما قول من قال: رضيه لديننا أفلا نرضاه لدنيانا.
فجوابه: إنا لا نسلم أن الصحابة قالوا ذلك، بل هي دعوى من شيعة لأبي بكر. مع أن إمامة الجماعة في الصلاة لا تحتاج من الشروط مثل ما تحتاج الإمامة العظمى، بل بينهما فرق كبير.
ثم قوله: « رضيه لديننا ». فيها مغالطة، لأن الرضا بخصلة من الدين ليس رضى بولاية الدين كله.
Page 248