بصفات الكمال ومحاسن الأمور والأفعال والأقوال. فقد يحمد الإنسان على الشجاعة والعلم والمعرفة، وإن كانت هذه الصفات مختصة به، قاصرة عليه. والشكر للمنعم بآلائه ونعمه، إنما يشكر على ما أولى من إحسانه. فالحمد أعم والشكر أخص. هذا هو الأمر المشهور عند أهل اللسان. وقد يوضع الحمد موضع الشكر، فيقال: حمدتك على ما صنعت إلي من خير، ولا يوضع الشكر موضع الحمد، فلا يقال: شكرتك على شجاعتك وغيرها. وعند أهل التصوف: يرجع الشكر إلى العمل، ويرجع الحمد إلى الثناء الجميل. وقد قال الله تعالى: ﴿وقل الحمد لله﴾. وقال: ﴿وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين﴾. (٣/أ) وقال: ﴿اعملوا آل داود شكرا﴾. فالشكر عندهم: صرف النعم إلى جهات يرضى بها المشكور المنعم.
وقوله: (الله)، قد اختلف في أصل هذه الكلمة ومعناها. فذهب
1 / 240