وفي لفظ قال: ثم من؟ قال: "العلماء"، قال: ثم من؟ قال: "الصالحون ". وقوله ﷺ " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله "١ وذكر الشارح في خاتمة الباب من (ص ٣٧٠ - ٣٧٢) بعض الأحاديث في فضل الإيمان بالقضاء والقدر والتيسير لمن صبر ورضي بحكم الله.
وفي باب ما جاء في الرياء: وتحت قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ٢.
ذكر الشارح في (ص ٣٧٣) عن ابن عباس في معنى هذه الآية أن الله تعالى علم رسوله ﷺ التواضع لئلا يزهو على خلقه فأمره أن يقر فيقول: " إني آدمي مثلكم إلا أنني خصصت بالوحي ".
وفسر في (ص ٣٧٣) قوله تعالى: ﴿يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾ ٣ بالخوف والأمل جميعًا، ونقل في ذلك ما ذكر من أن هذه الآية تجمع شرطي قبول العمل. وتحت حديث أبي هريرة مرفوعا: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه غيري تركته وشركه "٤.
ذكر الشارح في (ص ٣٧٥) معنى قوله تعالى: ﴿وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ ٥ فنقل معناها عن البغوي بأنه لا تبطلوا أعمالكم يعني بالرياء والسمعة; لأن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم. ثم ذكر بعد ذلك أثرا وحديثًا في ذم الرياء.
وتحت حديث أبي سعيد مرفوعا: " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم
(١) أبو داود: الجنائز (٣٠٩٠)، وأحمد (٥/٢٧٢) .
(٢) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٣) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٤) مسلم: الزهد والرقائق (٢٩٨٥)، وابن ماجه: الزهد (٤٢٠٢)، وأحمد (٢/٣٠١،٢/٤٣٥) .
(٥) سورة محمد، الآية: ٣٣.