أو أضافه خلقًا، فإن كان المضاف صفة لا يقوم بنفسه كالكلام الذي هو الكلام والعلم الذي هو العلم والأمر الذي هو الأمر، فإذا أضيف إلى الله تعالى، كان ذلك صفة من صفاته، وإن كان المضاف إليه بعض الأعيان القائمة بنفسها، وما يقوم بها من الصفات، كان مخلوقًا لله، ولم تكن إضافته إليه إضافة الصفة، كقوله للجنة: أنت رحمتي وقوله: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ .
[المراد بقوله ﴿وروح منه﴾]:
وقوله عن السموات: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي﴾ . وقوله للمسيح كلمة الله وبهذا يظهر أيضًا قوله في المسيح: ﴿وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ فإن ذلك لا يقتضي أنه صفة لله، وذلك أن قوله: روحي أبلغ من قوله: وروح منه وقد قال في جبريل: ﴿فَأَرْسَلْنَا
1 / 44