143

145... (واكرب أباه) فقال لها: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم).

وتوفي عليه الصلاة والسلام شهيدا حين زاغت الشمس من ذلك اليوم لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول (1) حين اشتد الضحى، فقالت فاطمة رضي الله عنها تندبه صلى الله عليه وسلم: (يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، في جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه) فقال عمر: والله ما مات، وانما وعده الله كما وعد موسى، وسيجيء ويقطع أيدي قوم وأرجلهم حتى جاء أبو بكر فقال: أخر يا عمر، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقبل بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد متها ثم قرأ: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم) (2) الآية.

وكانت مدة توعكه اثني عشر يوما، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: عشرة، وغسله علي، والعباس وابنه الفضل يعينانه، وقثم وأسامة وشقران (3) يصبون الماء وأعينهم معصوبة من وراء الستر لحديث علي: (لا يغسلني الا أنت فانه لا يرى أحد عورتي الا...

Page 145