140

142...

الباب الثاني في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم ووفاة صاحبيه رضي

الله عنهما ثم ذكر الزيارة وآدابها وذكر البقيع، وذلك في فصول:

الأول: في الوفاة

اعلم أن سرية أسامة بن زيد إلى أهل أبنا بالسراة - ناحية بالبلقاء - أمره النبي صلى الله عليه وسلم عليها يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة لغزو الروم مكان قتل أبيه ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد، فلما كان يوم الأربعاء بدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه فحم وصدع (1).

وحكى رزين عن جابر: لما اشتد مرض النبي صلى الله عليه وسلم جعلت الأنصار والمهاجرون يبكون فقال لعلي والعباس: (ناولاني أيديكما) فخرج يعتمد عليهما حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد، أيها الناس ماذا تستنكرون من موت نبيكم، ألم تنع اليه نفسه، وتنع اليكم أنفسكم، أم هل خلد ممن بعث قبله أحد فأخلد، ألا اني لاحق بربي وتارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا...

Page 142