تحقيق الشيخ ابن تيمية في الموضوع
قال الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية: من اعتقد أن الإنسان لا ينتفع إلا بعمله فقد خرق الإجماع وذلك باطل من وجوه كثيرة:
(أحدها) أن الإنسان ينتفع بدعاء غيره وهو انتفاع بعمل الغير.
(ثانيها) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشفع لأهل الموقف في الحساب، ثم لأهل الجنة في دخولها، ثم لأهل الكبائر في الخروج من النار، وهذا انتفاع بعمل الغير.
(ثالثها) أن كل نبي وصالح له شفاعة وذلك انتفاع بعمل الغير.
(رابعها) أن الملائكة يدعون ويستغفرون لمن في الأرض وذلك انتفاع بعمل الغير.
(خامسها) أن الله تعالى يخرج من النار من لم يفعل خيرا قط بمحض رحمته وهذا انتفاع بغير عملهم .
(سادسها) أن أولاد المؤمنين يدخلون الجنة بعمل آبائهم وذلك انتفاع بمحض عمل الغير.
(سابعها) قال الله تعالى في قصة الغلامين اليتيمين: {وكان أبوهما صالحا}[الكهف:82]، فانتفعا بصلاح أبيهما وليس هو من سعيهما.
(ثامنها) أن الميت ينتفع بالصدقة عنه وبالعتق بنص السنة والإجماع وهو من عمل الغير.
(تاسعها) أن الحج المفروض يسقط عن الميت بحج وليه بنص السنة وهو انتفاع بعمل الغير.
(عاشرها) أن الحج المنذور أو الصوم المنذور يسقط عن الميت بعمل غيره بنص السنة وهو انتفاع بعمل الغير.
(حادي عشرها) أن المدين الذي امتنع صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة عليه حتى قضى دينه أبو قتادة وقضى دين الآخر علي بن أبي طالب انتفع بصلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبردت جلدته بقضاء دينه وهو من عمل الغير.
(ثاني عشرها) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن صلى وحده: ((ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه)) فقد حصل له فضل الجماعة بفعل الغير.
(ثالث عشرها) أن الإنسان تبرأ ذمته من ديون الخلق إذا قضاها قاض عنه وذلك انتفاع بعمل الغير.
(رابع عشرها) أن من عليه تبعات ومظالم إذا حلل منها سقطت عنه وهذا انتفاع بعمل الغير.
Page 31