81

Taḥqīq al-kalām fī al-masāʾil al-thalāth - ḍimna Āthār al-Muʿallimī

تحقيق الكلام في المسائل الثلاث - ضمن «آثار المعلمي»

Editor

علي بن محمد العمران - محمد عزير شمس

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ

Genres

فصل (^١)
سؤال المجتهد
كان العمل في حياة رسول الله ﵌ وفيما بعد من القرون الثلاثة أن يجيء القاصرُ فيسأل العالمَ، فيجيبه العالم بذكر الدليل من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله، ويفسِّره له، فيذهب السائل فيعمل بذلك. فإذا عرضتْ له قضية أخرى ذهب فسأل من لقيه من العلماء: الأولَ أو غيره، وهكذا. وهذا شيء لا خلافَ فيه، وعليه كان عمل الأئمة الأربعة ﵏، فقد أسند البيهقي (^٢) إلى الربيع قال: سمعت الشافعي وسأله رجل عن مسألة فقال: رُوي عن النبي ﵌ أنه قال كذا وكذا، فقال له السائل: يا أبا عبد الله، أتقول بهذا؟ فارتعد الشافعي واصفرَّ وحالَ لونُه، وقال: ويحك! وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني وأيُّ سماءٍ تُظِلُّني إذا رويتُ عن رسول الله ﵌ شيئًا ولم أقل به؟ نعم على العين والرأس، نعم على العين والرأس.
وقال الحميدي (^٣): سأل رجلٌ الشافعيَّ فأفتاه: قال النبي ﵌ كذا وكذا، فقال الرجل: أتقول بهذا يا أبا عبد الله؟ فقال الشافعي ﵀: أرأيتَ في وسطي زُنَّارًا؟ أتراني خرجتُ من الكنيسة؟ أقول: قال النبي ﵌، وتقولي لي: أتقول بهذا؟ أروي عن النبي ﵌ ولا أقول به؟!

(^١) عثرنا على هذا الفصل أخيرًا ضمن أوراق متفرقة من هذا الكتاب.
(^٢) في "مناقب الشافعي" (١/ ٤٧٥).
(^٣) المصدر السابق (١/ ٤٧٤).

4 / 48