ومات بعسقلان سنة بضع عشرة ومائة وهو ابن خمس وخمسين سنة، وكذا قال يعقوب بن شيبة. قلت: وذكره بن حبان في "الثقات" وأخرج في "صحيحه" حديثه عن مجاهد عن جابر في "النهى عن استقبال القبلة"، وقال بن عبد البر في "التمهيد": "حديث جابر ليس صحيحا لأن أبان بن صالح ضعيف"، وقال بن حزم في "المحلي" عقب هذا الحديث: "أبان ليس بالمشهور"، انتهى. وهذه غفلة منهما وخطأ تواردا عليه فلم يضعف أبان هذا أحد قبلهما، ويكفي فيه قول بن معين ومن تقدم معه -والله أعلم-.
١٦٩ - "بخ م س ق- أبان" بن صمعة١ الأنصاري البصري، قيل إنه والد عتبة العلام. روى عن عكرمة ومحمد بن سيرين وأبي الوازع، وعنه خالد ابن الحارث ووكيع ويحيى وأبو عاصم وغيرهم. قال ابن القطان: "تغير بآخره"، وقال ابن مهدي: "أتيته وقد اختلط البتة"، قال بن المديني: "قلت له بكم قال بزمان"، وقال بن معين: "ثقة"، وقال بن عدي: "إنما عيب عليه الاختلاط لما كبر ولم ينسب إلى الضعف؛ لأن مقدار ما يرويه مستقيم". قال بن منجويه: "مات سنة ١٥٣، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "صالح". قلت: بقية كلام عبد الله فقلت له: أليس قد تغير بآخره؟! قال: نعم"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو داود: "ثقة أنكر في آخر أيامه"، وقال العجلي والنسائي: "ثقة"، وقال النسائي في موضع آخر: "ليس به بأس إلا أنه كان اختلط"، وقال العقيلي والحربي: "اختلط بآخره"، وذكره بن حبان في "الثقات" وأرخ وفاته، ومنه نقل بن منجويه وليس له عند مسلم سوى حديث واحد في "الأدب".