يَا عَدو الله وعدو أَمِير الْمُؤمنِينَ أكلت مَال الله فَقَالَ نَحن عباد الله وَأَنت خَليفَة الله وَالْمَال مَال الله فَمَال من تَأْكُل إِذا فأعجبه جَوَابه فَقَالَ خلوا عَنهُ وَلَا تولوه شَيْئا
وَوجد على بعض الْكتاب فَأمر بتجريده وضربه فَقَالَ
(وَنحن الكاتبون وَقد أسأنا ... فهبنا للكرام الْكَاتِبين)
وروى أَن بعض أهل الْعَبَث كَانَ قد خرج بفلسطين فَكتب إِلَى الْعَامِل بهَا دَمه بدمك مُرْتَهن إِن لم توجه بِهِ إِلَيّ فظفر بِهِ فأشخصه إِلَيْهِ فَأدْخلهُ الرّبيع عَلَيْهِ فَقَالَ أَنْت المتوثب علينا عُمَّال أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا يُوزن من لحمك أَكثر مِمَّا يبْقى على عظمك فَقَالَ بِصَوْت ضَعِيف
(أتروض عرسك بَعْدَمَا هرمت ... وَمن العناء رياضه الْهَرم
فَلم يتَبَيَّن الْمَنْصُور مَا قَالَ لضعف صَوته فَقَالَ يَا ربيع مَا يَقُول قَالَ يَقُول
(العَبْد عبدكم وَالْمَال مالكم ... فَهَل عذابك عني الْيَوْم مَصْرُوف)