Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
39

واليقين: العلم، غير أن اليقين ما وقع من الثقة بالشيء بعد أن لم يكن، وقيل: هو العلم المستدرك.

* * *

(الإعراب)

والذين يؤمنون يحتمل الخفض من وجهين: أحدهما: جمع الأوصاف لموصوف واحد.

والثاني: أن يكون على موصوفين، عطف أحدهما على الآخر.

ويحتمل الرفع على الاستئناف.

و (مما) يكون حرفا، وقد يكون اسما كالتي للاستفهام.

و (هم) في قوله: (وبالآخرة هم) عماد عند الكوفيين، وفصل عند البصريين.

ويقال: لم قال: إليك، ولم يقل إلاك كما يقال: إلى زيد؟

قلنا: للفرق بين ما يضاف إلى الكناية من المتمكنة وغير المتمكنة، فلذلك قالوا: إليه وعليه، وقالوا: أرجاه وهداه، فسووا في المتمكن بين الظاهر والمكني، وفرقوا في الحروف.

* * *

(المعنى)

ثم بين تعالى تمام صفة المتقين، فقال: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) يعني: القرآن والإسلام وما أنزل من قبلك من الكتب على الأنبياء، وقيل: ويصدقون بما أنزل إليك من بقاء الآخرة وفناء الدنيا، والبعث والحساب وبالآخرة قيل: بالكرة الأخيرة، وقيل: بالدار الآخرة؛ لأن الآخرة صفة فلا - بد من موصوف (هم يوقنون)

يعني يستيقنون أن الدار الآخرة كائنة لا محالة.

Page 230