320

ويقال: لم أوجب عداوة جبريل عداوة الله؟

قلنا: فيه أقوال: قيل: كان ينزل العذاب بأمره فمن عاداه بهذا السبب فهو في الحقيقة يعادي الله، وقيل: لأنه أنزل بالوحي على محمد بأمره تعالى، فإنكاره يوجب العداوة، وقيل: لأن عداوة جبريل كفر، والكافر عدو لله.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على أن من عادى واحدا من الرسل والملائكة فقد عادى الله وجميع ملائكته ورسله، وأن المؤمن من آمن بالجميع، وقد طعن بعض الملحدة في هذا، وقال: كيف يجوز أن يقول عاقل: أنا عدو لجبريل؟

قلنا: الله تعالى إنما حكى ذلك عنهم لفرط جهلهم، وليس للجاهل والجهل غاية، ولا عجب في هذا ممن يعبد عجلا، ويقول لنبي: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، وفي الآية تسلية للرسول في أنهم إن كذبوا فلا غرو، فقد فعلوا مثل هذه الأفعال، وقالوا مثل هذه الأقوال.

قوله تعالى: (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون (99)

* * *

(اللغة)

الآية: العلامة التي فيها عبرة، وقيل: العلامة التي فيها أعجوبة.

البينة: الدلالة الفاصلة بين الحق والباطل حتى يزول الالتباس، يقال: بينه فتبين.

* * *

(الإعراب)

(قد) تدخل في الكلام للتأكيد، أو تقريب الماضي حتى المستقبل، تقول: قد جاء زيد، وجاءني زيد وقد عزم على. الخروج، أي عازما عليه.

Page 511