287

وتدل على ذم من آثر الدنيا على الدين.

وتدل على أن عذاب الله لا تخفيف فيه ولا إنظار، ولا ناصر يخلص منه، وجميع ذلك لطف للمكلف، وتحذير أن يعمل ما يستحق به ذلك.

قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (87)

* * *

(القراءة)

قرأ ابن كثير القدس بالتخفيف والباقون بالتثقيل، وهما لغتان: قدس، وقدس، مثل رعب ورعب، وسحت وسحت.

* * *

(اللغة)

القفو: مصدر قفا يقفو، أي اتبعه، والتقفية الاتباع.

والرسل جمع رسول، والإرسال البعث في الأمر، ورسل الله من بعثهم لتبليغ رسالته.

والتأييد: التقوية، والأيد القوة، أيده تأييدا.

والروح: النفس الذي يحيا به البدن، والجمع الأرواح، وأصله الريح، ومنه الريح الهوى إذا تحرك، واختلفوا في الروح، فقيل: النفس في مخارق الإنسان، ولذلك يصح فيه النفخ، عن أبي علي وأبي هاشم وأبي القاسم، وقيل: جزء في القلب، وقيل: هو الحياة.

والقدس: الطهر، قدسه تقديسا، أي طهره.

والهوى - مقصور - والشهوة من النظائر، هوي هوى، والهواء بالمد الجو.

Page 478