258

(الأحكام)

في الآية زجر عن المعاصي حيث يعلم السر والعلن، وفيه لطف؛ لأن من تفكر فيه وعلم ذلك امتنع عن ارتكاب القبيح قوله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون (78)

* * *

(القراءة)

قرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة أماني بتخفيف الياء حذفوا إحدى الياءين تخفيفا، نحو مفاتح ومفاتيح، قال أبو حاتم: كل جمع في هذا النحو واحده مشدد فلك فيه التشديد والتخفيف، مثل أثفية، وأثافي، والقراء السبعة بالتشديد على إثبات الياءين وإدغامهما، وكذلك (تلك أمانيهم) و(ليس بأمانيكم).

* * *

(اللغة)

الأمي: الذي لا يكتب من الناس، والأمة: الجماعة من كل شيء، ومنه أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصله الاجتماع، وقيل: سمي الأمي؛ لأنه نسب إلى الأمة، وما عليه العامة من أنه لا يحسن الكتابة، وقيل: أخذ من الأم، أي هو على ما ولدته أمه من أنه لا يكتب.

والأمنية: التلاوة، ويقال: تمنى كتاب الله: قرأ وتلا، قال الشاعر: تمنى كتاب الله أول ليله ... وآخره لاقى حمام المقادر وأصله التقدير، وسمي التلاوة لأنه حكاية على مقدار المحكي.

والظن: قيل: اعتقاد، وقيل: شك يقوي أحد النقيضين على الآخر، وقيل: إنه جنس برأسه، سوى الاعتقاد، عن أبي علي والقاضي.

Page 449