252

ويدل قوله: وما الله بغافل على وعيد عظيم لهم.

قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75)

* * *

(اللغة)

الطمع: تعلق النفس بما تظنه من النفع، ونظيره الأمل والرجاء، ونقيضه اليأس، طمع يطمع طمعا. والتحريف في الكلام: تغيير الكلمة عن معناها. والعقل والعلم من النظائر، وسمي عقلا؛ لأنه يمنع المرء من الإقدام على القبيح، تشبيها بالعقال، والعقول علوم مجموعة بها يصح التكليف.

* * *

(الإعراب)

الألف في قوله: (أفتطمعون) ألف استفهام، دخلها معنى الإنكار، وإذا جاءت مع النفي صار بمعنى الاستدعاء إلى الإقرار كقوله تعالى: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40)

(أليس الله بكاف عبده).

* * *

(المعنى)

ثم أخبر تعالى عن ضمائر القوم الذين تقدم ذكرهم، وبين أنهم لا يؤمنون فقال تعالى: أفتطمعون قيل: إنه خطاب للنبي وأصحابه - رضي الله عنهم، عن الأصم وأبي مسلم وجماعة، وقيل: خطاب للنبي خاصة خاطبه على وجه الجمع تعظيما له، وقيل: خطاب للمسلمين؛ لأنهم كانوا يدعون اليهود إلى الإيمان، ومعناه أفترجون أن يؤمنوا لكم أي يصدقوا لكم، ويستجيبوا لكم بالتصديق بما أتى به نبيكم، والضمير في قوله: يؤمنوا قيل: يرجع إلى اليهود، عن قتادة والربيع. وقيل: على علمائهم؟

Page 443