ويدل قوله: وما الله بغافل على وعيد عظيم لهم.
قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75)
* * *
(اللغة)
الطمع: تعلق النفس بما تظنه من النفع، ونظيره الأمل والرجاء، ونقيضه اليأس، طمع يطمع طمعا. والتحريف في الكلام: تغيير الكلمة عن معناها. والعقل والعلم من النظائر، وسمي عقلا؛ لأنه يمنع المرء من الإقدام على القبيح، تشبيها بالعقال، والعقول علوم مجموعة بها يصح التكليف.
* * *
(الإعراب)
الألف في قوله: (أفتطمعون) ألف استفهام، دخلها معنى الإنكار، وإذا جاءت مع النفي صار بمعنى الاستدعاء إلى الإقرار كقوله تعالى: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40)
(أليس الله بكاف عبده).
* * *
(المعنى)
ثم أخبر تعالى عن ضمائر القوم الذين تقدم ذكرهم، وبين أنهم لا يؤمنون فقال تعالى: أفتطمعون قيل: إنه خطاب للنبي وأصحابه - رضي الله عنهم، عن الأصم وأبي مسلم وجماعة، وقيل: خطاب للنبي خاصة خاطبه على وجه الجمع تعظيما له، وقيل: خطاب للمسلمين؛ لأنهم كانوا يدعون اليهود إلى الإيمان، ومعناه أفترجون أن يؤمنوا لكم أي يصدقوا لكم، ويستجيبوا لكم بالتصديق بما أتى به نبيكم، والضمير في قوله: يؤمنوا قيل: يرجع إلى اليهود، عن قتادة والربيع. وقيل: على علمائهم؟
Page 443