وتدل على أنه تعالى لا يخلي عباده من نعمه وإن عصوا.
وتدل على أنه يجوز أن تختلف المصالح والتكليف عند المسألة كما اختلف في حق أولئك عند سؤالهم.
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62)
* * *
(القراءة)
قرأ نافع الصابين بغير همز، والباقون بالهمز، فأما ترك الهمز فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون من صبا يصبو: إذا مال إلى الشيء فأحبه، والآخر: قلب الهمزة فتقول: الصابين، والصابون على ذلك، والاختيار الهمز؛ لأنه قراءة الأكثر، وإلى معنى التفسير أقرب؛ لأن أهل العلم قالوا: هو الخارج من دين إلى دين.
وقراءة العامة هادوا برفع الدال، وعن ابن [السمال] هادوا بنصبها من المهاداة، أي مال بعضهم إلى بعض في دينهم.
* * *
(اللغة)
الهود: التوبة، ومنه: (هدنآ إليك) أي تبنا، وأصله الطمأنينة، فكأن التائب اطمأن إلى الإقلاع عن الذنب.
ويقال: لم سمي اليهود يهودا؟ ومم أخذ؟
قلنا: اختلفوا فيه، فقيل: لأنهم هادوا، أي: تابوا من عبادة العجل، وقالوا: إنا هدنا إليك، عن ابن جريج، وقيل: تهود تفعل من هاد، وبينهما هوادة من ذلك، عن قطرب، وقيل: نسبوا إلى يهوذا أكبر ولد يعقوب، والأعجمية إذا أعربت غيرت عن لفظها، فحولت الذال دالا، وقيل: لأنهم هادوا أي مالوا عن الإسلام وعن دين موسى، يقال: هاد: مال، وقيل: لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة، ويقولون: إن السماوات والأرض تحركت حين آتى الله موسى (عليه السلام) التوراة.
Page 410