ويقال: ما هذا الميقات؟
قلنا: هو الميقات في قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)
عن أبي علي، وحكي عن بعضهم أنه غيره، وهو غلط.
ويقال: من قال: إنه انقلب حيوانا؟
قلنا: جماعة، منهم: الحسن وأبو بكر أحمد بن علي، قالوا: صار لحما ودما، وقيل: صار حيا، ولكن من ذهب، والصحيح أنه صاغه بقرا، ولم يكن حيا، على ما حكيناه عن أبي علي.
ويقال: لم قال: (أربعين ليلة) ولم يقل: أربعين يوما؟
قلنا: لأنه إذا ذكر الليالي دخل فيه الأيام، وإذا ذكر أيام لم تدخل فيه الليالي، وقيل: لأن العرب تراعي في الحساب بالشهور والأهلة، وأول الشهور الليالي، وقيل: لأن الليالي مقدمة على الأيام.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبرهم عن سرائر أخبارهم.
وتدل على أن عبادة العجل كفر.
وتدل على أن للعبد فعلا؛ إذ لو كان عبادتهم العجل من خلقه لم يكن لذمهم معنى.
وتدل على أن القوم كانوا مقلدين متشبهين، ولم يكونوا على بصيرة، وإلا لما عبدوا العجل.
قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52)
* * *
(اللغة)
العفو: التجاوز، وضده العقوبة، وأصله الترك، ومنه قوله: (فمن عفي له من أخيه شيء)
Page 383