والركوع: الانحناء فصار اسما لفعل مخصوص في الصلاة * * * (المعنى)
لما أمر الله تعالى بالإيمان أتبعه بذكر أركانه وشرائطه، فقال تعالي: (وأقيموا الصلاة)
قيل: أدوها بأركانها كما أمرتم، وقيل: أديموها، والصلاة مجملة في القرآن، وقد بينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيانا عرف من دينه ضرورة، (وآتوا الزكاة) أي أعطوا ما فرض الله عليكم في أموالكم، واركعوا مع الراكعين أي صلوا مع المصلين محمد وأصحابه من المسلمين، عن أبي علي، وقيل: خص الركوع بالذكر لأن الخطاب لليهود ولا ركوع في صلاتهم فكان الأحسن ذكر المختص دون المشترك، وقيل: لأن العرب كانت تأنف من الركوع، والمراد به الخضوع، فقال: اخضعوا لله تعالى بعبادته مع الخاضعين، فيكون الخطاب عاما من غير تكرار فيه، وقيل: عبر بالركوع عن الصلاة وكرره تأكيدا عن أبي مسلم، وقيل: الخطاب عام، ففي أول الآية أمر بالصلاة، وفي آخرها بالجماعة.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على وجوب الصلاة، وتدل على وجوبها في الجماعة، وإذا حمل عليه لا يبطل حق العطف، ولا يكون فيها تكرار، فتدل على وجوب الزكاة.
ويقال: كيف وجوب الصلاة؟
قلنا: عرف وجوبها ضرورة، وهو من الأركان التي يكفر جاحدها، ويفسق تاركها.
ويقال: كم هي؟
Page 357