عام الفيل، ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامى شيخ البخارى، وخليفة بن خياط، وآخرون الإجماع عليه.
واتفقوا على أنه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، واختلفوا هل هو فى اليوم الثانى أم الثامن أم العاشر أم الثانى عشر، فهذه أربعة أقوال مشهورة. وتوفى ﷺ ضحى يوم الاثنين لثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ومنها ابتداء التاريخ كما سبق، ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس، وقيل: ليلة الأربعاء، وتوفى ﷺ وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة فى الصحيح.
قال العلماء: الجمع بين الروايات أن من روى ستين لم يعتبر هذه الكسور، ومن روى خمسًا وستين عد سنة المولد والوفاة، ومن روى ثلاثًا وستين لم يعدهما، والصحيح ثلاث وستون. وكذا الصحيح فى سن أبى بكر، وعمر، وعلى، وعائشة، رضى الله عنهم، ثلاث وستون سنة.
قال الحاكم أبو أحمد، وهو شيخ الحاكم أبى عبد الله: يقال: ولد النبى ﷺ يوم الاثنين، ونبىء يوم الاثنين، وهاجر من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفى يوم الاثنين. وروى أنه ﷺ ولد مختونًا مسرورًا، وكفن ﷺ فى ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، ثبت ذلك فى الصحيحين.
قال الحاكم أبو أحمد: ولما أدرج النبى ﷺ فى أكفانه وضع على سريره على شفير القبر، ثم دخل الناس أرسالًا يصلون عليه فوجًا فوجًا لا يؤمهم أحد، فأولهم صلاة عليه العباس، ثم بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم سائر الناس، فلما فرغ الرجال دخل الصبيان، ثم النساء، ثم دفن ﷺ، ونزل فى حفرته العباس، وعلى، والفضل وقثم ابنا العباس، وشقران.
قال: ويقال: كان أسامة بن زيد، وأوس بن حولى معهم، ودفن فى اللحد، وبنى عليه ﷺ فى لحده اللبن، يقال: إنها تسع لبنات، ثم أهالوا التراب، وجعل قبره ﷺ مسطحًا، ورش عليه الماء رشًا. قال: ويقال: نزل المغيرة فى قبره، ولا يصح.
قال الحاكم أبو أحمد: يقال: مات عبد الله والد رسول الله ﷺ ولرسول الله ﷺ ثمانية
1 / 23