67

Tahbir Mukhtasar

تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل

Investigator

د. أحمد بن عبد الكريم نجيب - د. حافظ بن عبد الرحمن خير

Publisher

مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Genres

والإعانة، (فقد سألني) فأتى بكلمة فصل الخطاب التي تفصل ما بعد الكلام عما قبله، داعيًا له وللسائلين بقوله: (أبان الله لي ولهم) أي: أظهر الله تعالى لي ولهم آثار (١) التحقيق، فنتبعه. الجوهري: المعالم جمع معلم، وهو الأثر يستدل به على الطريق (٢). قوله: (وسلك بنا وبهم أنفع طريق). شمل الدعاءُ السائلَ والمسئولَ، بإظهار معالم التحقيق والهداية إلى أنفع طريق لسلوكها والعمل بها، وقد يكون قصد شمول (٣) جميع أمة محمد ﷺ تسليمًا المعاصرين له. قوله: (مختصرًا على مذهب الإمام مالك بن أنس ﵀). أي: أصنف مختصرًا في الفقه ليسهل حفظه على المشتغلين، ويفتح أذهان الطالبين، وكما أنَّ التطويل الذي لا يُمِلُّ (٤) من البلاغة، فالاختصار الذي لا يُخِلُّ من البلاغة أيضًا، وقد أُعطي النبي ﷺ جوامع الكلم (٥)، واختُصر له الأمر اختصارًا، فتارة أطال ﷺ قصدًا للبيان، ومرة اختصر ﷺ قصدًا للتسهيل على الحفظ. قوله: (مبينًا لما به الفتوى). (مبينًا) اسم فاعل حال من الفاعل المعنوي المستتر في (أُصَنِّفُ) المقدر أي: حالة كوني مبينًا، أو من مفعول (سألني)، ويجوز أن يكون اسم مفعول صفة لقوله: (مختصرًا) مبينًا للقول الذي استقرت به الفتوى (٦) ليسهل العمل به (٧)، ويقرب تناوله على طالبه

(١) في (ن): (أثر). (٢) انظر: الصحاح، للجوهري: ٥/ ١٩٩١. (٣) في (ن): (الشمول). (٤) في (ن): (يخلو). (٥) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٦/ ٢٦٥٤، في باب قول النبي ﷺ بعثت بجوامع الكلم، من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، برقم: ٦٨٤٥، ومسلم: ١/ ٣٧١، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم: ٥٢٣. كلاهما من حديث أبي هريرة ﵁، ولفظه: "أن رسول الله ﷺ، قال: فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون". (٦) قوله: (استقرت به الفتوى) يقابله في (ن): (يستثر به ليسهل الذي يستتر به). (٧) زاد بعده في (ن): (ويسند إليه).

1 / 69