164

Al-ṭahāra waʾl-ṣalāh

الطهارة والصلاة

Genres

Law

مسائل متفرقة

لقبور المسلمين عند الله حرمة كبيرة، فلا يجوز زراعتها ولا استطراقها، ولا بناء المساكن عليها، بل حرم الشارع ما هو أدنى من ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده خير له من الجلوس على القبر)) .

حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور فقال: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر بالآخرة وتزهد في الدنيا)) . وعن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقبور المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: ((السلام عليكم يا أهل القبور ، ويغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر)) . وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على مشروعية الدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن للأموات، وأنهم ينتفعون بذلك، منها: ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((اقرؤا يس على موتاكم )) . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرؤها عند موتاكم)) . قال محب الدين الطبري: المراد الميت الذي فارقته روحه، وحمله على المحتضر قول بلا دليل، ولأن الأصل في الكلام هو الحقيقة، ولا موجب للعدول إلى المجاز، وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من مر على المقابر، وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجرها للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات)) .

Page 164