[179] قلت اما من يسلم ان العالم كان قبل ان يوجد ممكنا امكانا لم يزل فانه يلزمه ان يكون العالم ازليا لان ما لم يزل ممكنا ان وضع انه لم يزل موجودا لم يكن يلزم عن انزاله محال وما كان ممكنا ان يكون ازليا فواجب ان يكون ازليا لان الذى يمكن فيه ان يقبل الازلية لا يمكن فيه ان يكون فاسدا الا لو أمكن ان يعود الفاسد ازليا ولذلك ما يقول الحكيم ان الامكان فى الامور الازلية هو ضرورى
[180] قال ابو حامد
الاعتراض
الاعتراض ان يقال العالم لم يزل ممكن الحدوث فلا جرم ما من وقت الا ويتصور لحداثه فيه واذا قدر موجودا ابدا لم يكن حادثا فلم يكن الواقع على وفق الامكان بل على خلافه وهذا كقولهم فى المكان وهو ان تقدير العالم أكبر مما هو أو خلق جسم فوق العالم ممكن وكذا آخر فوق ذلك الآخر وهكذا الى غير نهاية ولا نهاية لامكان الزيادة ومع ذلك فوجود ملاء مطلق لا نهاية له غير ممكن وكذلك وجود لا ينتهى طرفه غير ممكن بل كما يقال إن الممكن جسم متناهى السطح ولكن لا تتعين مقاديره فى الكبر والصغر فكذلك الممكن الحدوث ومبادى الوجود لا تتعين فى التقدم والتأخر وأصل كونه حادثا متعين فانه الممكن لا غير
Page 98