284

Tahāfut al-Tahāfut

تهافت التهافت

Genres

[7] وقوله ان هذا ليس يصدق فى الصفات التى على طريق الايجاب فضلا عن التى تكون على طريق السلب ومعاندته ذلك بالمثال الذى اتى به من السواد واللونية وذلك ان معنى قوله هو ان قولنا فى السواد انه لون لا يقتسم الصدق والكذب عليه قول القائل اما ان يكون لونا لذاته او لعلة بل كلا القولين كاذبان وذلك انه ان كان لونا لذاته لزم الا تكون الحمرة لونا كما ان كان عمرو انسانا لذاته لزم الا يكون خالد انسانا وان كان لونا لعلة لزم ان تكون تلك الصفة زائدة على الذات وكل ما هو زائد على الذات امكن ان يتصور بنفسه دون الزائد فيلزم هذا الوضع ان يتصور السواد من غير اللونية وذلك مستحيل وهو كلام مغلط سفسطانى للاشتراك الذى فى اسم العلة وفى قولنا لذاته .

[8] وذلك انه اذا فهم من الذات مقابل ما بالعرض كان صادقا قولنا ان اللون موجود للسواد بذاته ولم يمتنع ان يكون موجودا لغيره اى للحمرة واذا فهم من قولنا انه موجود للسواد لعلة اى لمعنى زائد على السواد اعنى لعلة خارجة عن الشىء لم يلزم عنه ان يتصور السواد دون اللونية لان الجنس معنى زائد على الفصل والنوع وليس يمكن ان يتصور النوع او الفصل دون الجنس وانما يمكن ذلك فى الزائد الذى هو عرضى لا فى الزائد الجوهرى وعلى هذا يقتسم الصدق والكذب قولنا ان اللون موجود للسواد بذاته او لعلة اى ان اللون لا يخلو ان يكون موجودا للسواد بما هو نفس السواد او بما هو معنى زائد على السواد .

Page 291