[81] مقام معلوم وان الارتباط الذى بينها هو الذى يوجب كونها معلولة بعضها عن بعض وجميعها عن المبدأ الاول ولنه ليس يفهم من الفاعل والمفعول والخالق والمخلوق فى ذلك الوجود إلا هذا المعنى فقط وما قلناه من ارتباط وجود كل موجود بالواحد فذلك خلاف ما يفهم ههنا من الفاعل والمفعول والصانع والمصنوع فلو تخيلت آمرا له مامورون كثيرون واولئك المأمورون لهم مأمورون آخر ولا وجود للمأمورين الا فى قبول الامر وطاعة الامر ولا وجود لمن دون المأمورين الا بالمامورين لوجب ان يكون الآمر الاول هو الذى اعطى جميع الموجودات المعنى الذى به صارت موجودة فانه ان كان شىء وجوده فى انه مامور فلا وجود له الا من قبل الآمر الاول . وهذا المعنى هو الذى يرى الفلاسفة انه عبرت عنه الشرائع بالخلق والاختراع والتكليف .
[82] فهذا هو اقرب تعليم يمكن ان يفهم به مذهب هؤلاء القوم من غير ان يلحق ذلك الشنعة التى تلحق من سمع مذاهب القوم على التفصيل الذى ذكره أبو حامد ههنا
[83] وهذا كله يزعمون انه قد تبين فى كتبهم فمن امكنه ان ينظر فى كتبهم على الشروط التى ذكروها فهو الذى يقف على صحة ما يزعمون أو ضده وليس يفهم من مذهب أرسطو غير هذا ولا من مذهب افلاطون وهو منتهى ما وقفت عليه العقول الانسانية . وقد يمكن الانسان ان يقف على هذه المعانى من اقاويل عرض لها أن كانت مشهورة مع انها معقولة وذلك ان ما شأنه ذلك الشأن من التعليم فهو لذيذ محبوب عند الجميع .
Page 187