175

Tahafud Tahafud

تهافت التهافت

Genres

[68] واما الفلاسفة من أهل الاسلام كابى نصر وابن سينا فلما سلموا لخصومهم ان الفاعل فى الغائب كالفاعل فى الشاهد وان الفاعل الواحد لا يكون منه الا مفعول واحد وكان الاول عند الجميع واحدا بسيطا عسر عليهم كيفية وجود الكثرة عنه حتى اضطرهم الامر ان لم يجعلوا الاول هو المحرك الحركة اليومية بل قالوا ان الاول هو موجود بسيط صدر عنه محرك الفلك الاعظم وصدر عن محرك الفلك الاعظم الفلك الاعظم ومحرك الفلك الثانى الذى تحت الاعظم اذ كان هذا المحرك مركبا من ما يعقل من الاول وما يعقل من ذاته . وهذا خطأ على أصولهم لان العاقل والمعقول هو شىء واحد فى العقل الانسانى فضلا عن العقول المفارقة .

[69] وهذا كله ليس يلزم قول ارسطو فان الفاعل الواحد الذى وجد فى الشاهد يصدر عنه فعل واحد ليس يقال مع الفاعل الاول الا باشتراك الاسم وذلك ان الفاعل الاول الذى فى الغائب فاعل مطلق والذى فى الشاهد فاعل مقيد والفاعل المطلق ليس يصدر عنه الا فعل مطلق والفعل المطلق ليس يختص بمفعول دون مفعول وبهذا استدل ارسطاليس على ان الفاعل للمعقولات الانسانية عقل متبرى عن المادة اعنى من كونه يعقل كل شىء وكذلك استدل على العقل المنفعل انه لا كائن ولا فاسد من قبل انه يعقل كل شىء

Page 180