173

Tahafud Tahafud

تهافت التهافت

Genres

[64] فلما تقرر بالآخرة عندهم ان المبدأ الاول يجب ان يكون واحدا ووقع هذا الشك فى الواحد جاوبوا فيه باجوبة ثلاثة فبعضهم زعم ان الكثرة انما جاءت من قبل الهيولى وهو انكساغورس وآله وبعضهم زعم ان الكثرة انما جاءت من قبل كثرة الآلات وبعضهم زعم ان الكثرة انما جاءت من قبل المتوسطات وأول من وضع هذا افلاطون . وهو أقنعها رأيا لان السؤال يأتى فى الجوابين الآخرين وهو من اين جاءت كثرة المواد وكثرة الآلات فمن اعترف بهذه المقدمة فالشك مشترك بينهم والكلام فى الوجه الذى به لزمت الكثرة عن الواحد لازم لها اعنى فيمن اعترف ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد .

[65] واما المشهور اليوم فهو ضد هذا وهو ان الواحد الاول صدر عنه صدورا اولا جميع الموجودات المتغايرة فالكلام فى هذا الوقت مع أهل هذا الزمان انما هو فى هذه المقدمة

[66] وأما ما اعترض به ابو حامد على المشائين فليس يلزمهم وهو انه ان كانت الكثرة لا حقة من جهة المتوسطات فليس يلزم عن ذلك الا كثرة بسيطة كل واحد منها مركب من كثرة فان الفلاسفة يرون تن ههنا كثرة بهاتين الجهتين كثرة لامور بسيطة وهى الموجودات البسيطة التى ليست فى هيولى وان هذه بعضها أسباب لبعض وترتقى كلها الى سبب واحد هو من جنسها وهو اول فى ذلك الجنس وان كثرة الاجرام السماوية انما جاءت عن كثرة هذه المبادى وان الكثرة التى دون الاجرام السماوية انما جاءت من قبل الهيولى والصورة والاجرام السماوية فلم يلزمهم شىء من هذا الشك .

Page 178