191

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[118]

أمكنه. وحج على الدرب الشامي، ورجع إلى مصر وأقام بها إلى أن أعيد، واتصل به جماعة من الطلبة المناحيس بواسطة ابن له أهوج وفتحوا على الناس أبوابا كثيرة. ثم طلب الحضور إلى مصر، وكتب محضرا على الحمصي بسبب مغل التمسه من المارسنان المنصوري، فتوجه في ذي القعدة. فلما وصل لم ير من الإقبال ما كان يعهده وعورض في قضية الحمصي، وسأل أشياء فلم يجب إليها، فاستعفى وأقام بمصر. وقد درس بدمشق في الغزالية، والعادلية، والبادرائية، ودار الحديث الأشرفية، غير أنه لم يتمكن من الحضور في الأيام المعروفة بإلقاء الدروس فيها لحضور الفقهاء معي وعدم وقت يمكنه الحضور فيه. فكان يحضر في مدارسه السبت والثلاثاء، ولما أقام بمصر أخذ له من قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر تدريس الشافعي، واستمر إلى أن حصل له مرض في أثناء السنة الحالية إلى أن توفي في سادس عشر صفر سنة تسع وأربعين وثمان مئة. وكانت له جنازة عظيمة. واستقر في تدريس الشافعي والشيخونية الشيخ شمس الدين القاياتي، وصلى عليه يووم الجمعة ثاني عشر الشهر الآتي بدمشق رحمه الله تعالى.

الجمال الباعوني

وقال تقي الدين بن قاضي شهبة في سنة سبع وأربعين وثمان مئة في المحرم: وفي آخر يوم السبت خامس عشريه وصل من مصر ساع بولاية القاضي جمال الدين الباعوني القضاء بحكم استعفاء القاضي شمس الدين الونائي ومبالغته في ذلك، وسببه أنه علم أنه لا يستقيم له حال مع وصول القاضي بهاء الدين بن حجي بالسلطان وأنه لا يبقى شرا حتى يفعله معه. فاستعفى واستقر في القضاء القاضي جمال الدين الباعوني، واستقر أخوه الشيخ برهان الدين في الخطابة، وان زين الدين بن الجزري أعيد إلى قضاء حلب. انتهى.

ثم قال في ربيع الأول منها: وفي ثالثه دخل القاضي جمال الدين ابن الباعوني بعد أن بات ببرزة ولاقاه النائب، ولم يأكل لأحد شيئا في طريقه، واستمر بنواب الونائي. انتهى.

Page 191