177

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[110]

وولي بعض المعاملات على قاعدة فقهاء مصر وحصل منها ومن المتجر مالا وهو في صناعة القضاء وولي تدريس الشيخونية، ومشيخة خانقاه سعيد السعداء. ثم ولي قضاء دمشق مسئولا في ذلك في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وباشر بعفة، وسار سيرة مرضية بحسب الوقت، مع أنه لم يخل من كاذب عليه وحاسد. نعم كان عنده لين وعدم بحث عن القضايا الباطلة بل يتساهل، ويعرض كلما قدم إليه فإنه لا يعرف أهل البلد. وكان لا ينكر ما يقع من نوابه من الأحكام الباطلة مع علمه بما يقع منهم ويصرح بأنه لا يجوز له ذلك مداراة على المنصب. وكان لا يتولى الحكم بنفسه، ولا يفصل شيئا من الأمور، إلى أن عزل في شعبان سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى بلده، وأعيدت إليه جهاته. وفي أوائل سنة ثمان وثلاثين عرض عليه قضاء دمشق على أن يعطي ألف دينار، فامتنع ، ثم نزلوا إلى خمس مئة، فلم يقبل. فغضب عليه وهدد بأنه يخرج من مصر. ثم في آخر السنة ولي تدريس الصلاحية بالقدس. وقدم القدس وأقام به إلى أن توفي. انتهى.

Page 177