167

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[105]

ثم قال في سنة ثلاثين وثمان مئة في المحرم: وفي يوم السبت ثامنه خلع على قاضي القضاة ابن حجي بقضاء الشافعية وما معها على جاري عادته. ولم يكن ذلك في حساب الناس، فإن السيد شهاب الدين أخذ معه تقادم هائلة، مع أنه يعطي ما يطلب منه. انتهى.

ثم قال في صفر منها: وفي يوم الاثنين ثالث عشريه دخل القاضي شهاب الدين بن نقيب الأشراف راجعا من مصر، وعليه خلعة بنقابة والأشراف. ولاقاه الحاجب الكبير والأمير الكبير وبعض المباشرين ولم يلاقه أحد من القضاة ولا من الفقهاء. فسبحان من يعز ويذل. انتهى.

ثم قال في شوال منها: وفي يوم الخميس عشريه اتفق أن شخصا من بني الحافظ، ممن لأمه استحقاق في قرية جسرين. اثبت أبو شامة له محضرا بأن القاضي شهاب الدين بن نقيب الأشراف دخل تحت يده من جسرين والمحمدية ألف دينار وذهب هذا إلى مصر وجاء مرسوم السلطان بطلب السيد إلى دار السعادة، وعمل الحق معه، وذلك بسعي القاضي الشافعي، فاتفق أن القاضي شهاب الدين أرسل إلى قاضي القضاة نجم الدين واسترضاه، فلم ينزل هذا اليوم إلى دار السعادة، وحضر بقية القضاة وبعض الفقهاء وأبو شامة. فلما وقف الخصم واشتكى من غير حضور السيد شهاب الدين أنكر النائب على أبي شامة ذلك وسبه سبا كثيرا وأهانه، وأقام مرسما عليه إلى دار السعادة ثم أرسله إلى قاضي القضاة ورسم له أن يعزله، فاختفى المذكور. فلما قتل القاضي نجم الدين توجه المذكور إلى مصر ساعيا في إثارة فتنة كعادته. انتهى.

ترجمة ابن النقيب

والقاضي شهاب الدين المشار إليه هو أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان الشريف، قاضي القضاة شهاب الدين الحسيني.

قال ابن حجر في الأنباء: ولد سنة ثلاث وسبعين بدمشق ونشأ بها ومع والده نقابة الأشراف، وكان فيه جرأة وإقدام، ثم ترقى بعد موت أبيه فولي نقابة الأشراف عوضه، ثم كتابة السر في سلطنة المؤيد ثم ولي قضاء دمشق في سلطنة الأشرف، ثم ولي كتابة السر في ذي الحجة سنة اثنتين وثمان مئة.

Page 167