163

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[103]

القاضي نجم الدين أيضا. فقدم ودخل في الإثباتات على القاضي نجم الدين ولم يحصل منه سياسة كالمرة الأولى، فإنه كان في هذه المرة مغلوبا على رأيه مقهورا. ثم عزل بعد مباشرة سبعة وأربعين يوما ورجع إلى بلده وقد حصل له كلفة كثيرة وقهر زائد، وحصل له فالج ولوقة. وكان قبل ذلك به راجف في بدنه. توفي آذان الصبح ببعلبك يوم الثلاثاء سادس ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمان مئة رحمه الله تعالى.

شهاب الدين بن نقيب الأشراف

وقال الأسدي في ذيله في سنة سبع وعشرين وثمان مئة في شوال وفي يوم السبت ثاني عشرة وصلت كتب السيد شهاب الدين بن نقيب الأشراف بأنه استقر في قضاء دمشق على قاعدة قاضي القضاة نجم الدين ابن حجي. انتهى.

ثم قال في سنة ثمان وعشرين وثمان مئة في شعبان: وفي يوم الخميس ثانيه دخل السيد شهاب الدين بن نقيب الأشراف إلى دمشق متوليا قضاء القضاة بها، ودخل دخولا عظيما: لاقاه النائب، والقضاة، والأمراء، والأشراف وخلق كثير. ولبس الخلعة من قبة يلبغا. وكان قد بات بها، وجاء مع النائب إلى داره السعادة، ثم جاء إلى الجامع ومعه القضاة والفقهاء والحجاب وناظر الجيش، وقرئ تقليده وفيه تعظيم كثير وهو على قاعدة القاضي نجم الدين، وفيه أن أحدا من القضاة الثلاثة لا يستنيب في البر غيره. وكان الحنفي والحنبلي يستنيبان في بعلبك ونابلس والقدس. ثم ذهب إلى بيته ومعه الناس وبين يديه شموع كثيرة، وفي يوم الجمعة ثالثه طلبني القاضي في مجلس حافل جمع فيه فقهاء الشافعية وسألني في المباشرة عنه، فامتنعت وراجعني هو ومن حضر مراجعة كثيرة إلى أن استحييت وسكت ولم يقع قبول إذ ذاك. وولي الشيخ تقي الدين اللوبياني، والقاضي محيي الدين المصري. إلى أن قال في يوم الجمعة عاشره: وفي هذا اليوم استناب القاضي تقي الدين بن الحريري صهر الشيخ شهاب الدين الغزي. وهذه أول نيابته وأما أول نيابتي ففي سنة عشرين.

Page 163