Taghr Bassam
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Genres
[75]
والتدريس، فعظم بذلك قدره واتته الفتاوى من أقطار الأرض، ورحل الناس للقراءة عليه، فتخرج به خلق لا يحصون. وكانت وفاته يوم الجمعة عاشر ذي القعدة سنة خمس وثمانين مئة. ودفن بالمدرسة التي أنشأها بدرب بهاء الدين رحمة الله تعالى.
كمال الدين المعري
ثم ولي قضاء الشام قاضي القضاة كمال الدين عمر المعري سنة اثنتين وسبعين وسبع مئة وعزل وأعيد سنة سبع وسبعين. وهو عمر بن عثمان بن هبة الله بن معمر المعري الحلبي الشافعي قاضي القضاة كمال الدين أبو حفص بن أبي عمرو.
ولد سنة إحدى عشرة وسبع مئة، وسمع على الحجار الصحيح وتفقه بالشرف بن البارزي، وولي قضاء حلب غير مرة. ثم قضاء دمشق عقب وفاة التاج ابن السبكي، ودرس بالغزالية والأشرفية وغيرهما.
وولي خطابة الأموي، ثم عزل وأعيد إلى قضاء حلب. ولم يكن عالما بالأحكام ولا عفيفا عن الأموال، والله يرحمه. ومات في يوم السبت تاسع رجب سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة، ودفن في بيته. ثم نقل بعد حين إلى تربة الفردوس ظاهر حلب تغمده الله برحمته.
ولي الدين السبكي
ثم ولي قضاء الشام ولي الدين عبد الله بن أبي البقاء السبكي سنة سبع وسبعين وسبع مئة. وهو قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله بن العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء محمد بن عبد البر السبكي .
ولد في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وسبع مئة بالقاهرة، وسمع من جماعة بها، وسمع بدمشق من الحافظ المزي، وأبي العباس الجزري، وغيرهما. وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ عن والده وغيره، وأفتى، ودرس بالشامية الجوانية، والرواحية، والأتابكية، والقيمرية، وناب في القضاء، وولي وكالة بيت المال. ثم ولي قضاء الشام، والخطابة، ومشيخة دار الحديث، وتداريس القضاء سنة سبع وسبعين نحو ثمان سنين ونصف، إلى أن توفي في شوال سنة خمس وثمانين وسبع مئة ودفن عند والده بتربة السبكيين بسفح قاسيون.
Page 114