380

Tafsīr al-ʿIzz b. ʿAbd al-Salām

تفسير العز بن عبد السلام

Editor

الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Publisher Location

بيروت

المسالك عليه إلا صعودًا إلى السماء يعجز عنه، أو كأن قلبه يصعد إلى السماء لمشقته عليه وصعوبته، أو كأن قلبه بالنفور عنه صاعدًا إلى السماء. ﴿الرِّجْسَ﴾ العذاب، أو الشيطان، أو ما لا خير فيه، أو النجس. ﴿وهذا صراط ربك مستقيمًا قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون (١٢٦) لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون (١٢٧) .
١٢٦ - ﴿صِرَاطُ رَبِّكَ﴾ الإسلام، أو بيان القرآن.
١٢٧ - ﴿دَارُ السَّلامِ﴾ الجنة دار السلامة من الآفات، أو السلام اسم الله - تعالى - فالجنة داره. ﴿عِندَ ربهم﴾ في الآخرة، لأنها أخص به، أو لهم عنده أن ينزلهم دار السلام. ﴿ويوم يحشرهم جميعًا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليآؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيهآ إلا ما شآء الله إن ربك حكيم عليم (١٢٨) وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (١٢٩)﴾
١٢٨ - ﴿اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ﴾ بإغوائكم لهم، أو استكثرتم من إغواء الإنس. ﴿اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ﴾ في التعاون والتعاضد، أو فيما زينوه من اتباع الهوى وارتكاب المعاصي، أو التعوّذ بهم ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنس يَعُوذُونَ﴾ [الجن: ٦] ﴿أَجَلَنَا﴾ الموت، أو الحشر. ﴿مَثْوَاكُمْ﴾ منزل إقامتكم. ﴿إِلا مَا شَآءَ اللَّهُ﴾ من بعثهم في القبور إلى مصيرهم إلى النار، أو إلا ما شاء الله من تجديد جلودهم وتصريفهم في أنواع العذاب وتركهم على حالهم الأول فيكون استثناء في صفة العذاب لا في الخلود، أو جعل مدّة عذابهم إلى مشيئته ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الله - تعالى - في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارًا قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -.

1 / 461