{ أتأمرون } استفهام توبيخ وتقريع والبر فعل الخير من صلة رحم وإحسان وطاعة لله تعالى نعى عليهم أمر { الناس بالبر } الذي في فعله النجاة الأبدية وتركهم فعله حتى صار نسيا منسيا.
و { أنفسكم } هي ذواتهم.
{ وأنتم تتلون الكتب } وأنتم قارئون وعالمون بما انطوى عليه فكيف امتثلتموه بالنسبة إلى غيركم وخالفتموه أنتم.
وفي و { أنتم تتلون } تبكيت عظيم وهي جملة حالية أبلغ من المفرد.
و { الكتب } التوراة والإنجيل وفيهما النهي عن هذا الوصف الذميم.
{ أفلا تعقلون } تنبيه على أن ما صدر منهم خارج عن أفعال العقلاء ومركوز في العقل أن الإنسان إذا لم يحصل مصلحة لنفسه فكيف يحصلها لغيره ولا سيما مصلحة تكون فيها نجاته، والفاء: للعطف كان الأصل تقديمها لكن الهمزة لها صدر الكلام فقدمت على الفاء هذا مذهب سيبويه، وذهب الزمخشري إلى أن الفاء واقعة موقعها ويقدر بين الهمزة والفاء فعلا محذوفا يصح العطف بالفاء عليه وحكم الواو وثم حكم الفاء في نحو: أو لم يسيروا أثم إذا ما وقع. وقد رجع الزمخشري في بعض تصانيفه إلى قول الجماعة.
{ واستعينوا } اطلبوا المعونة
{ بالصبر } وهو حبس النفس على ما تكره وقدمت الاستعانة بالصبر لتقدم تكاليف عظيمة يشق التزامها على من لم يألفها.
و " ثنى " ب " الصلاة " اذ هي عمود الاسلام وبها يتميز المسلم من غيره ويحصل بها الاشتغال عن الدنيا وتطلع بالتلاوة على الوعد والوعيد وناهيك من عبادة يناجي ربه فيها خمس مرات في اليوم والليلة يناجي ربه ويستغفر ذنبه.
{ وإنها } أي الصلاة. وقيل: الاستعانة.
Unknown page