قال الزمخشري: وهو أوكد في إفادة الاختصاص من إياك نعبد. وتقدم كلامنا معه في دعوى الاختصاص إذا تقدم المعمول على العامل والفاء في فارهبون دخلت في جواب أمر مقدر التقدير تنبهوا فارهبون. وقرىء فارهبوني بإثبات الياء وهو الأصل.
وآمنوا أمر لبني إسرائيل إذ هم المأمورون قيل ولا يخص كعب بن الأشرف وأصحابه علماء اليهود.
{ بمآ أنزلت } وهو القرآن.
{ مصدقا لما معكم } أي من التوراة واللام في لما مقوية للتعدية ومصدقا حال مؤكدة وذو الحال الضمير المحذوف العائد وقيل ما.
{ ولا تكونوا أول كافر به }: لا مفهوم هنا لقوله أول فيكون قد أبيح لهم ثانيا وآخرا فمفهوم الصفة غير مراد وإنما ذكرت الأولية لأنها أفحش لما فيها من الابتداء بالكفر ونظيره قول الشاعر:
من أناس ليس في أخلاقهم عاجل الفحش ولا سوء جزع
فعاجل لا مفهوم له وأضيف أول إلى المفرد وإن كان قبله جمع لأن المفرد إذ كان صفة جاز أن يطابق وأن يفرد وقد جاء ذلك في قوله:
وإذ طعموهم فالأم طاعم وإذا هم جاعوا فشر جياع.
أفرد في طاعم وطابق في جياع وتأوله النحاة فقدره الفراء الأم من طعم وقدره غيره إلام فريق طاعم وهنا يتقدر على قول الفراء أول من كفر. وعلى قول غيره: أول حزب كافر وبه عائد على المنزل.
{ ولا تشتروا بآيتي ثمنا قليلا } الشراء هنا مجاز يراد به الاستبدال ولذلك دخلت الباء على الآيات وإن كان القياس أن تدخل على الثمن والمعنى بتغيير آياتي ووضعكم مكانها غيرها كما قال تعالى:
Unknown page